السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.. أنا فتاة ملتزمة ـ والحمد لله ـ أحافظ على الحجاب الكامل وسنن النبي صلى الله عليه وسلم. مشكلتي تكمن في أخي، فقد تغير بعد أن تزوج..أصبح أكثر عصبية و صوته دائما يعلو بالصراخ و التجادل في أتفهه الأمور مع أمي..
حيث انه يعتبر المسؤؤل عنا بعد وفاة والدي رحمة الله و تخلي أخي الأكبر عن مسؤوليته. مؤخرا قامت زوجته بالتبلي علينا و اتهامنا بتجاهلها و معاملتها معامله غير لائقة في غيابه أنا و اخواتي الأصغر سنا اشتكت مره و مرتين و ثلاث حيث انه بدأ بالتفاهم معنا بالهدوء
ثم بدأ بتهديدنا بأنه سوف يقاطعنا إذا استمرينا بتجاهلها حاولنا أن نفهمه بأننا بريئات و أن هذا غير صحيح لكنه لا يصدقنا! مع العلم بأن معاملتي لها لم تتغير فإنني اسلم عليها و أجاملها في بعض الأحيان ولكن لا أتدخل في أمورها ولا أكثر الحديث في وجودها أعاملها معاملة الضيفة
وكذلك هي لم تكن تبين أنها متضايقة أو اشتكت من أي شي لكنها تشتكي مننا عند أخي و تضغط عليه حتى آخر مره فقد جاء أخي و وجهه اسود من العصبية و قعد يصارخ علينا بأنه سوف يضربنا لأننا لا نحترمه هو وزجته فوجئنا بكلامه الذي لا منطق فيه وكأنه مسحور
وعندما ردت عليه أختي و قالت بأن زوجته كاذبة و منافقه.. هاج عليها بالضرب على وجهها لكن أمي تدخلت و أوقفته و هو الآن يهددنا بأنه لا يخاف من احد و انه إذا احد اشتكى علينا سوف يضربنا حاولت التفاهم معه لكن لا فائدة كل كلامه تهديد بالضرب و انه طفح الكيل و انه ماعاد يتحملنا.. الخ
وقال انه غير نادم و الضرب بيكون أسلوبه الجديد في التعامل معنا.. بعدها ذهبت أمي الى زوجته لتتفاهم معها و تنصحها لكن لا فائده فقد اخذت تنكر.. أنا الآن خائفة من أن تتعود ايده علينا و محد يقدر يدافع عننا لا اقارب ولا اخوان كيف اتعامل معه و هو بهذا الحال؟ كرهت أخي و كرهت زوجته..
مع العلم انه شخصيته من النوع المستهتر الذي يحب يمزح و يضحك لكن عندما يعصب ينفجر و يكسر كل شي امامه و صوته يصبح عالي و يتكلم بكلام غير منطقي و كذلك دائم الشكوى و فوضوي.. ساعدوني الله يجزيكم خير كيف اتعامل معه؟ (عمره تجاوز 30 سنه)
الأخت أ.د وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
حياك الله يا أختي الكريمة في موقع المستشار شكرا لك ثقتك بالموقع وخدماته .
بداية دعاؤنا بالرحمة والمغفرة لوالدك الكريم وجبر مصابكم بفقده ثم أثني بأن أحمد لك وأشكر قربك من الله تعالى واحتشامك وعنايتك بالحجاب .
ولعل كل هذه الأعمال والقربات والصلاة كلها صفات طيبة ومباركة تدل على أن الله يحبك ويريد لك الخير .
وإذا أحب الله عبدا ابتلاه والأجر على قدر المشقة ، وأحيانا تأتي الأمور على عكس ما يتمنى المرء ويكون في ذلك فتنة له هل يصبر أم لا قال تعالى : وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ﴾.
وهذا من الابتلاء الذي يقدره على عباده ويكون منهم الصبر ويكون من الله تعالى لهم الأجر والمثوبة : إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب .
بعد ذلك نأتي على الحالة والموقف الذي نمر به وهو موقف لا شك متأزم خاصة إذا كانت زوجة الأخ من النوع الفتّان غير الرحيم الذي يسعى بالفتنة أو من النوع الظالم لنفسه بتزييف الحقائق واختلاق المواقف والكذب ليوغر الصدور وسبحان الله قد يوجد هذا النوع قال الشاعر :
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم
وأمام موقف كهذا نحتاج تعامل بطريقة متدرجة وهادئة تبدأ بالمراجعة الذاتية الداخلية ما الخطأ في العلاقة مع الأخ ومع زوجة الأخ ما التصرفات التي نعملها وتستفز هذه المرأة لماذا لا نفكر بتغيير طريقة تعاملنا شيء من المجاملات شيء من الهدوء شيء من إحسان الظن شيء من مقابلة الإساءة بالحسنى شيء من المفاهمة شيء من الحوار شيء من التفاوض مع الهدوء وتقديم التنازلات والسعي الجاد للإصلاح والسعي الجاد للم الشمل وتوفيق الرؤى وبناء علاقة جديدة جيدة باختصار فرصة أخرى وإن شاء الله في هذه الفترة أن يتقدم لك ابن الحلال ويوفقك الله في زوج المستقبل الذي ينتشلك من الاخ ويدللك ويسعى في سعادتك آمين.
ومع ذلك الجهد نتجه عن طريق الأم بالسعي للإصلاح ونصح الأخ وتخوفيه وتحذيره من الظلم والإساءة لأخواته وأن هذا لا ينبغي وأنه ليس من حقه تعنيفهم ولا التعدي عليهم لا باللسان ولا باليد .
إذا استجاب لذلك بعد السعي الجاد والحقيقي بالنوايا الطيبة وتعديل العلاقة مع زوجة الأخ والأخ بالتزامن مع سعي الأم ثم إ ن بدا تحسن يعزز هذا التحسن بالتغاضي عن أي أمور تبدو على أنها انتكاسة في التحسن وتجاهل أي أخطاء .
ثم بعد ذلك إن لم يظهر تحسن في العلاقة مع الأخ وزوجة الأخ فيسعى عن طريق أي من القرابات أو من أصدقاء العائلة الذين لهم كلمة على الأخ بحيث يظهر في الأفق لهذا الأخ أن هناك أطراف أخرى يمكنها التدخل لوقف الإساءة والتعدي .
لكن هذه تبقى خطوة ثانية .
الخطوة الثالثة في حال لم يبد هناك تحسن بعد مسافة شهرين على الأقل بعد تقديم الجهد النصوح والمخلص والدعاء بالهداية للأخ بأن يشرح الله صدره ويهديه خاصة في هذا الشهر الكريم المبارك .
فإذا لم تكن هناك استجابة أو في خلال هذه المدة بدت أمور تعدي أكثر وخيف منها أضرار أكثر فحين ذاك لا مانع يا أختي من الاتصال وتقديم بلاغ رسمي على الأخ عند الشرطة أو الشؤون الاجتماعية لأخذ الأخ وتسجيل مخالفة في حقه ويحاسب ويوجه ويلقى جزاءه شرعا وقانونا خاصة وأنكم تعيشون في دولة حضارية ومتقدمة حقوقيا وإنسانيا.
لكن تذكري هذه الخطوة هي من حقك وهي خطوة حاسمة لكن من شأنها أيضا تدمير العلاقات وقطعها وتكدير صفوها وتطور الموضوع إلى أبعاد خارج سيطرة الأسرة لكن اجعليها آخر العلاج الكي فلا تستخدمي هذا العلاج إلى بعد اليأس من تحقق تحسن أو حين تجاوز التعديات والظلم لقدر يقع به ضرر أكبر .
اجتهدي يا أختي وابذلي السبب من الدعاء والصدقة والإحسان والإصلاح وسيوفقك الله أسأل الله تعالى أن يهدي هذا الأخ ويعيده إلى صوابه ويلهمه الرشد والرشاد والجادة آمين.
الكاتب: أ. عبد المنعم بن عبد العزيز الحسين
المصدر : موقع المستشار